التفكير في العالم هو التفكير في سؤال الكيوننة عينه، بما أن حركة فعل الوعي الأولى إرتبطت بسؤال أصل العالم، وهي الحركة ذاتها التي تكرّست بوضوح في أشكال الخطاب الأساسيةوالتي يقصد بها: الخطاب الأسطوري والخطاب الديني والخطاب المعرفي، بغرض تفكيك علاماته ورمزياته وإزالة الحجب عن مرئياته، ولعل الفلسفة كقول مشروط بالعقلانية، كانت السبّاقة على غرس سؤال العالم غرسا مفهوميا ومعرفيا بطرق مختلفة وبصيغة الإستشكال،وهذا ما نبّه إليه الفلاسفة الأوائل حينما سعوا إلى معرفة طبيعة الوجود، وهي محاولة أدت بهم إلى إستخراج صور وأشكال جديدة لم تكن معطاة، تبيّن فيما بعد أنها نابعة من مملكة العقل وليس من الوجود كأنطولوجيا سابقة عن العقل. محاولة فلاسفة اليونان الأوئل حول العالم هذه أظهرت أن العالم خاضع لفعل التصيّر والحدوث الدائم والمتجدد،وبقصدية مشحونة بالاضافة اللامتناهية، كانت كافية على صناعة عالم ثاني أصله الوعي بخلاف العالم الأصلي، عالم أعتبر أن الإنسان عثر فيه عن نفسه على أرض الدولة بلهجة هيجل. جاء هذا الكتاب ليشرح بعض نماذج تصيّر العالم في مستوياته العديدة من خلال الكشف عن آراء بعض الفلاسفة عن أشكال تعالق العقل والعالم. . Daha fazla göster